مِن رَحِمِ الإيمانِ يَنبتُ السَّلامُ مُشعًّا مِن حَرَمِ الجامعةِ الأنطونيَّةِ، الحدت–بعبدا - Université Antonine (UA)

  • مِن رَحِمِ الإيمانِ يَنبتُ السَّلامُ مُشعًّا مِن حَرَمِ الجامعةِ الأنطونيَّةِ، الحدت–بعبدا

    23 décembre 2019

    في هذه السَّنةِ المجيدةِ، في كنيسةِ سيِّدةِ الزُّروعِ الكامنةِ في حَرَمِ الجامعةِ الأنطونيَّةِ، استقرَّت مغارةُ بيتَ لحمَ، بيتِ الخبزِ، في "جَوفِ" مذبحِها حيثُ يتجسَّدُ الإلهُ، كلَّ يومٍ في القدَّاسِ الإلهيِّ، قُوتًا لنا وزادًا. أرضيَّةُ المغارةِ تُجسِّدُ العَلَمَ اللُّبنانيَّ المَصنوعَ مِن زهرةِ الميلادِ الحمراءِ التي ترمزُ للحبِّ الإلهيِّ اللَّامحدودِ، يتوسَّطُها اللونُ الأبيضُ رمزًا لقيامةِ السيِّدِ المسيحِ التي نَرجوها قيامةً للبنانَ، والتي نتوقُ إليها اليومَ أكثرَ مِن أيِّ وقتٍ مضى. يستلقي المسيحُ على أغصانٍ مِن السَّروِ والأرزِ التي تُشكِّلُ أرزةَ لبنانَ الشَّامخةَ والصَّامدةَ مدى الدَّهر؛ وكأنَّهُ يُولَدُ مِنها ومِن مريمَ البتولِ، أرزةِ لبنان. وكم يُعوِزُنا أن يُولَدَ يسوعُ في مَوطنِنا لِتبقى الأرزةُ تُصفِّقُ لمجدِ الرَّبِّ في رُبوعِنا. تتدلَّى مِن هذا المذبحِ أرغفةُ خُبزٍ تَرمزُ، أوَّلًا، ليسوعَ المسيحِ "الخبزِ الحيِّ النَّازلِ من السَّماءِ لِيأكلَ منهُ الإنسانُ فلا يموت"؛ وثانيًا، لوطنِنا لبنانَ الجائعِ لإحلالِ الحقِّ والعدلِ، والتَّائقِ إلى الحرِّيَّةِ والسَّلامِ والاستقرار... فيسوعُ وحدَه قادرٌ على إشباعِ جُوعِنا وكفِّ حاجاتِنا على أنواعِها، أَرُوحيَّةً كانت أم جَسديَّة. تتدلَّى مِن أعلى المغارةِ نجمةٌ "تُسخِّرُ" نورَها لِتدلَّنا على النُّورِ الحقيقيِّ – وهو يسوعُ نورُ العالمِ – وتُهدينا إليه. يُحيطُ بسقفِ المغارةِ الثلجُ الأبيضُ، رمزُ القلوبِ النَّقيَّةِ التي تستعدُّ لاستقبالِ مَلكِ السَّلامِ، تائقةً لأن يَغمرَها بسلامِه ويُهدِّئَ مِن قلقِها في عُمقِ حُضورِه. على جانبَي المغارةِ شمعتانِ مُضيئتانِ ترمزانِ للصَّلواتِ التي يحملُها كلُّ مؤمنٍ في قلبِهِ. أمامَ المغارةِ بيوتٌ لبنانيَّةٌ شحَّ النُّورُ فيها، تنتظرُ المولودَ السَّماويَّ ليَحلَّ ضيفَ سلامٍ ويَنشرَ فيها النورَ والدفءَ والفرحَ والحنانَ والأمانَ، فتَرتديَ قلوبُ اللبنانيِّينَ ألوانَ السَّماءِ الملأى رجاءً بربٍّ انحنى حُبًّا لِخلاصِ الإنسان... 

     

    وُلِدَ المسيح! هلِّلويا!